29
بسم الله الرحمن الرحيم.
وقيل لوهب بن منبه: أليس
لا إله إلا الله مفتاح الجنة؟ قال: بلى، ولكن ليس مفتاح إلا له أسنان، فإن جئت
بمفتاح له أسنان فتح لك، وإلا لم يفتح لك.
1180 - حدثنا موسى بن
إسماعيل: حدثنا مهدي بن ميمون: حدثنا واصل الأحدب، عن المعرور بن سويد، عن أبي ذر
رضي الله عنه قال:
قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم: (آتاني آت من ربي، فأخبرني، أو قال: بشرني، أنه من مات من أمتي لا يشرك
بالله شيئا دخل الجنة). قلت: وإن زنى وإن سرق؟ قال: (وإن زنى وإن سرق).
[5489، 7049].
1181 - حدثنا عمر بن حفص:
حدثنا أبي: حدثنا الأعمش: حدثنا شقيق، عن عبد الله رضي الله عنه قال:
قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم: (من مات يشرك بالله شيئا دخل النار). وقلت أنا: من مات لا يشرك بالله
شيئا دخل الجنة.
[4227، 6305].
1182 - حدثنا أبو الوليد:
حدثنا شعبة، عن الأشعث قال: سمعت معاوية بن سويد بن مقرن، عن البراء رضي الله عنه
قال:
أمرنا النبي صلى الله
عليه وسلم بسبع ونهانا عن سبع: أمرنا باتباع الجنائز، وعيادة المريض، وإجابة
الداعي، ونصر المظلوم، وإبرار القسم، ورد السلام، وتشميت العاطس. ونهانا عن آنية
الفضة، وخاتم الذهب، والحرير، والديباج، والقسي، والإستبرق.
[2313، 4880، 5312، 5326،
5500، 5511، 5525، 5868، 5881، 6278].
1183 - حدثنا محمد: حدثنا
عمرو بن أبي سلمة، عن الأوزاعي قال: أخبرني شهاب قال: أخبرني سعيد بن المسيب:
أنا أبا هريرة رضي الله
عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (حق المسلم على المسلم خمس: رد
السلام، وعيادة المريض، واتباع الجنائز، وإجابة الدعوة، وتشميت العاطس).
تابعه عبد الرزاق قال:
أخبرنا معمر، ورواه سلامة، عن عقيل.
1184/1185 - حدثنا بشر بن
محمد: أخبرنا عبد الله قال: أخبرني معمر ويونس، عن الزهري قال: أخبرني أبو سلمة:
أن عائشة رضي الله عنها،
زوج النبي صلى الله عليه وسلم، أخبرته قالت: أقبل أبو بكر رضي الله عنه على فرسه من
مسكنه بالسنح، حتى نزل فدخل المسجد، فلم يكلم الناس، حتى دخل على عائشة رضي الله
عنها، فتيمم النبي صلى الله عليه وسلم وهو مسجى ببرد حبرة، فكشف عن وجهه، ثم أكب
عليه فقبله، ثم بكى فقال: بأبي أنت يا نبي الله، لا يجمع الله عليك موتتين، أما
الموتة التي كتبت عليك فقد متها.
(1185) - قال أبو سلمة:
فأخبرني ابن عباس رضي الله عنهما:
أن أبا بكر رضي الله عنه
خرج وعمر رضي الله عنه يكلم الناس، فقال: اجلس، فأبى، فقال: اجلس، فأبى، فتشهد أبو
بكر رضي الله عنه، فمال إليه الناس وتركوا عمر، فقال: أما بعد، فمن كان منكم يعبد
محمدا صلى الله عليه وسلم فإن محمدا صلى الله عليه وسلم قد مات، ومن كان يعبد الله
فإن الله حي لا يموت، قال الله تعالى: {وما محمد إلا رسول - إلى - الشاكرين}.
والله، لكأن الناس لم يكونوا يعلمون أن الله أنزلها حتى تلاها أبو بكر رضي الله
عنه، فتلقاها منه الناس، فما يسمع بشر إلا يتلوها.
[3467، 4187].
1186 - حدثنا يحيى بن
بكير: حدثنا الليث، عن عقيل، عن ابن شهاب قال: أخبرني خارجة بن زيد بن ثابت:
أن أم العلاء، امرأة من
الأنصار بايعت النبي صلى الله عليه وسلم، أخبرته: أنه اقتسم المهاجرون قرعة، فطار
لنا عثمان بن مظعون، فأنزلناه في أبياتنا، فوجع وجعه الذي توفي فيه، فلما توفي وغسل
وكفن في أثوابه، دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: رحمة الله عليك يا أبا
السائب، فشهادتي عليك: لقد أكرمك الله. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (وما يدريك
أن الله أكرمه). فقلت: بأبي أنت يا رسول الله، فمن يكرمه الله؟ فقال: (أما هو فقد
جاءه اليقين، والله إني لأرجو له الخير، والله ما أدري، وأنا رسول الله، ما يفعل
بي). قالت: فوالله لا أزكي أحدا بعده أبدا.
حدثنا سعيد بن عفير:
حدثنا الليث مثله. وقال نافع بن يزيد، عن عقيل: ما يفعل به. وتابعه شعيب، وعمرو بن
دينار، ومعمر.
[2541، 3714، 6601، 6602،
6615].
1187 - حدثنا محمد بن
بشار: حدثنا غندر: حدثنا شعبة قال: سمعت محمد بن المنكدر قال: سمعت جابر بن عبد
الله رضي الله عنهما قال: لما قتل أبي، جعلت أكشف الثوب عن وجهه، أبكي وينهوني عنه،
والنبي صلى الله عليه وسلم لا ينهاني، فجعلت عمتي فاطمة تبكي، فقال النبي صلى الله
عليه وسلم: (تبكين أو لا تبكين، ما زالت الملائكة تظله بأجنحتها حتى رفعتموه).
تابعه ابن جريج: أخبرني
ابن المنكدر: سمع جابرا رضي الله عنه.
[1231، 2661، 3852].
1188 - حدثنا إسماعيل
قال: حدثني مالك، عن ابن شهاب، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة رضي الله عنه:
أن رسول الله صلى الله
عليه وسلم نعى النجاشي في اليوم الذي مات فيه، خرج إلى المصلى، فصف بهم، وكبر
أربعا.
[1255، 1263، 1268، 3667،
3668].
1189 - حدثنا أبو معمر:
حدثنا عبد الوارث: حدثنا أيوب، عن حميد بن هلال، عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال:
قال النبي صلى الله عليه
وسلم: (أخذ الراية زيد فأصيب، ثم أخذها جعفر فأصيب، ثم أخذها عبد الله بن رواحة
فأصيب - وإن عيني رسول الله صلى الله عليه وسلم لتذرفان - ثم أخذها خالد بن الوليد
من غير إمرة ففتح له).
[2645، 2898، 3431، 3547،
4014].
وقال أبو رافع، عن أبي
هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (ألا آذنتموني).
[ر: 446].
1190 - حدثنا محمد:
أخبرنا أبو معاوية، عن أبي إسحاق الشيباني، عن الشعبي، عن ابن عباس رضي الله عنهما
قال:
مات إنسان، كان رسول
الله صلى الله عليه وسلم يعوده، فمات بالليل، فدفنوه ليلا، فلما أصبح أخبروه، فقال:
(ما منعكم أن تعلموني). قالوا: كان الليل فكرهنا، وكانت ظلمة، أن نشق عليك، فأتى
قبره فصلى عليه.
[ر: 819].
وقال الله عز وجل: (وبشر
الصابرين) البقرة: 155.
1191 - حدثنا أبو معمر:
حدثنا عبد الوارث: حدثنا عبد العزيز، عن أنس رضي الله عنه قال:
قال النبي صلى الله عليه
وسلم: (ما من الناس من مسلم، يتوفى له ثلاث لم يبلغوا الحنث، إلا أدخله الله الجنة،
بفضل رحمته إياهم).
[1315].
1192 - حدثنا مسلم: حدثنا
شعبة: حدثنا عبد الرحمن بن الأصبهاني، عن ذكوان، عن أبي سعيد رضي الله عنه:
أن النساء قلن للنبي صلى
الله عليه وسلم: اجعل لنا يوما، فوعظهن، وقال: (أيما امرأة مات لها ثلاثة من الولد،
كانوا لها حجابا من النار). قالت امرأة: واثنان، قال: (واثنان).
وقال شريك، عن ابن
الأصبهاني: حدثني أبو صالح، عن أبي سعيد وابي هريرة رضي الله عنهما، عن النبي صلى
الله عليه وسلم. قال أبو هريرة: (لم يبلغوا الحنث).
[ر: 101].
1193 - حدثنا علي: حدثنا
سفيان قال: سمعت الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة رضي الله عنه،
عن النبي صلى الله عليه
وسلم قال: (لا يموت لمسلم ثلاثة من الولد، فيلج النار، إلا تحلة القسم).
قال أبو عبد الله: {وإن
منكم إلا واردها}.
[6280، وانظر: 101].
1194 - حدثنا آدم: حدثنا
شعبة: حدثنا ثابت، عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال:
مر النبي صلى الله عليه
وسلم بامرأة عند قبر وهي تبكي، فقال: (اتقي الله واصبري).
[1223، 1240، 6735].
وحنط ابن عمر رضي الله
عنهما ابنا لسعيد بن زيد، وحمله وصلى، ولم يتوضأ. وقال ابن عباس رضي الله عنهما:
المسلم لا ينجس حيا ولا ميتا. وقال سعيد: لو كان نجسا ما مسسته. وقال النبي صلى
الله عليه وسلم: (المؤمن لا ينجس).
[ر: 279].
1195 - حدثنا إسماعيل بن
عبد الله قال: حدثني مالك، عن أيوب السختياني، عن محمد بن سيرين، عن أم عطية
الأنصارية رضي الله عنها قالت:
دخل علينا رسول الله صلى
الله عليه وسلم، حين توفيت ابنته، فقال: (اغسلنها ثلاثا، أو خمسا، أو أكثر من ذلك
إن رأيتن ذلك، بماء وسدر، واجعلن في الآخرة كافورا، أو شيئا من كافور، فإذا فرغتن
فآذنني). فلما فرغنا آذناه، فأعطانا حقوه، فقال: (أشعرنها إياه). تعني إزاره.
[ر: 165].
1196 - حدثنا محمد: حدثنا
عبد الوهاب الثقفي، عن أيوب، عن محمد، عن أم عطية رضي الله عنها قالت:
دخل علينا رسول الله صلى
الله عليه وسلم، ونحن نغسل ابنته، فقال: (اغسلنها ثلاثا، أو خمسا، أو أكثر من ذلك،
بماء وسدر، واجعلن في الآخرة كافورا، فإذا فرغتن فآذنني). فلما فرغنا آذناه، فألقى
إلينا حقوه، فقال: (أشعرنها إياه). فقال أيوب: وحدثتني حفصة بمثل حديث محمد، وكان
في حديث حفصة: (اغسلنها وترا). وكان فيه: (ثلاثا أو خمسا أو سبعا). وكان فيه أنه
قال: (ابدؤوا بميامنها، ومواضع الوضوء منها). وكان فيه: أن أم عطية قالت: ومشطناها
ثلاثة قرون.
[ر: 165].
1197 - حدثنا علي بن عبد
الله: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم: حدثنا خالد، عن حفصة بنت سيرين، عن أم عطية رضي
الله عنها قالت:
قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم في غسل ابنته: (ابدأن بميامنها ومواضع الوضوء منها).
[ر: 165].
1198 - حدثنا يحيى بن
موسى: حدثنا وكيع، عن سفيان، عن خالد الحذاء، عن حفصة بنت سيرين، عن أم عطية رضي
الله عنها قالت:
لما غسلنا بنت النبي صلى
الله عليه وسلم قال لنا، ونحن نغسلها: (ابدؤوا بميامنها ومواضع الوضوء).
[ر: 165].
1199 - حدثنا عبد الرحمن
بن حماد: أخبرنا ابن عون، عن محمد، عن أم عطية قالت:
توفيت بنت النبي صلى
الله عليه وسلم فقال لنا: (اغسلنها ثلاثا، أو خمسا، أو أكثر من ذلك إن رأيتن ذلك،
فإذا فرغتن فآذنني). فلما فرغنا آذناه، فنزع من حقوه إزاره، وقال: (أشعرنها إياه).
[ر: 165].
1200 - حدثنا حامد بن
عمر: حدثنا حماد بن زيد، عن أيوب، عن محمد، عن أم عطية قالت:
توفيت إحدى بنات النبي
صلى الله عليه وسلم، فخرج فقال: (اغسلنها ثلاثا، أو خمسا، أو أكثر من ذلك إن رأيتن
ذلك، بماء وسدر، واجعلن في الآخرة كافورا، أو شيئا من كافور، فإذا فرغتن فآذنني).
قالت: فلما فرغنا آذناه، فألقى إلينا حقوه، فقال: (أشعرنها إياه).
وعن أيوب، عن حفصة، عن أم
عطية، رضي الله عنها: بنحوه.
وقالت: إنه قال: (اغسلنها
ثلاثا، أو خمسا، أو سبعا، أو أكثر من ذلك إن رأيتن). قالت حفصة: قالت أم عطية رضي
الله عنها: وجعلنا رأسها ثلاثة قرون.
[ر: 165].
وقال ابن سيرين: لا بأس
أن ينقض شعر الميت.
1201 - حدثنا أحمد: حدثنا
عبد الله بن وهب: أخبرنا ابن جريج: قال أيوب: وسمعت حفصة بنت سيرين قالت:
حدثتنا أم عطية رضي الله
عنها: أنهن جعلن رأس بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة قرون، نقضنه ثم غسلنه،
ثم جعلنه ثلاثة قرون.
[ر: 165].
وقال الحسن: الخرقة
الخامسة تشد بها الفخذين والوركين، تحت الدرع.
1202 - حدثنا أحمد: حدثنا
عبد الله بن وهب: أخبرنا ابن جريج: أن أيوب أخبره قال: سمعت ابن سيرين يقول:
جاءت أم عطية رضي الله
عنها، امرأة من الأنصار من اللاتي بايعن، قدمت البصرة، تبادر ابنا لها فلم تدركه،
فحدثتنا قالت: دخل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن نغسل ابنته فقال:
(اغسلنها ثلاثا، أو خمسا، أو أكثر من ذلك إن رأيتن ذلك، بماء وسدر، واجعلن في
الآخرة كافورا، فإذا فرغتن فآذنني). قالت: فلما فرغنا ألقى إلينا حقوه، فقال:
(أشعرنها إياه). ولم يزد على ذلك، ولا أدري أي بناته. وزعم أن الإشعار الففنها فيه.
وكذلك كان ابن سيرين: يأمر بالمرأة أن تشعر ولا تؤزر.
[ر: 165].
1203 - حدثنا قبيصة:
حدثنا سفيان، عن هشام، عن أم الهذيل، عن أم عطية رضي الله عنها قالت:
ضفرنا شعر بنت النبي صلى
الله عليه وسلم، تعني ثلاثة قرون. وقال وكيع: قال سفيان: ناصيتها وقرنيها.
[ر: 165].
1204 - حدثنا مسدد: حدثنا
يحيى بن سعيد، عن هشام بن حسان قال: حدثتنا حفصة، عن أم عطية رضي الله عنها قالت:
توفيت إحدى بنات النبي
صلى الله عليه وسلم، فأتانا النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: (اغسلنها بالسدر وترا،
ثلاثا أو خمسا، أو أكثر من ذلك إن رأيتن ذلك، واجعلن في الآخرة كافورا، أو شيئا من
كافور، فإذا فرغتن فآذنني). فلما فرغنا آذناه، فألقى إلينا حقوه، فضفرنا شعرها
ثلاثة قرون، والقيناها خلفها.
[ر: 165].
1205 - حدثنا محمد بن
مقاتل: أخبرنا عبد الله: أخبرنا هشان بن عروة، عن أبيه، عن عائشة رضي الله عنها:
أن رسول الله صلى الله
عليه وسلم كفن في ثلاثة أثواب يمانية، بيض سحولية من كرسف، ليس فيهن قميص ولا
عمامة.
[1212 - 1214، 1321].
1206 - حدثنا أبو
النعمان: حدثنا حماد، عن أيوب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس رضي الله عنهم قال:
بينما رجل واقف بعرفة،
إذ وقع عن راحلته فوقصته، أو قال: فأوقصته، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (اغسلوه
بماء وسدر، وكفنوه في ثوبين، ولا تحنطوه، ولا تخمروا رأسه، فإنه يبعث يوم القيامة
ملبيا).
[1207 - 1209، 1742، 1751
- 1753].
1207 - حدثنا قتيبة:
حدثنا حماد، عن أيوب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال:
بينما رجل واقف مع رسول
الله صلى الله عليه وسلم بعرفة، إذ وقع من راحلته فأقصعته، أو قال: فأقعصته، فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: (اغسلوه بماء وسدر، وكفنوه في ثوبين، ولا تحنطوه،
ولا تخمروا رأسه، فإن الله يبعثه يوم القيامة ملبيا).
[ر: 1206].
1208/1209 - حدثنا أبو
النعمان: أخبرنا أبو عوانة، عن أبي بشر، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس رضي الله
عنهم:
أن رجلا وقصه بعيره،
ونحن مع النبي صلى الله عليه وسلم وهو محرم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:
(اغسلوه بماء وسدر، وكفنوه في ثوبين، ولا تمسوه طيبا، ولا تخمروا رأسه، فإن الله
يبعثه يوم القيامة ملبدا).
(1209) - حدثنا مسدد،
حدثنا حماد بن زيد، عن عمرو، وأيوب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس رضي الله عنهم
قال:
كان رجل واقف مع النبي
صلى الله عليه وسلم بعرفة، فوقع عن راحلته، قال أيوب: فوقصته، وقال عمرو: فأقصعته،
فمات، فقال: (اغسلوه بماء وسدر، وكفنوه في ثوبين، ولا تحنطوه، ولا تخمروا رأسه،
فإنه يبعث يوم القيامة، قال أيوب: يلبي، وقال عمرو: ملبيا).
[ر: 1206].
1210 - حدثنا مسدد قال:
حدثنا يحيى بن سعيد، عن عبيد الله قال: حدثني نافع، عن ابن عمر رضي الله عنهما:
أن عبد الله بن أبي لما
توفي، جاء ابنه إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، أعطني قميصك
أكفنه فيه، وصل عليه، واستغفر له. فأعطاه النبي صلى الله عليه وسلم قميصه، فقال:
(آذني أصلي عليه). فآذنه، فلما أراد أن يصلي عليه جذبه عمر رضي الله عنه، فقال:
أليس الله نهاك أن تصلي على المنافقين؟ فقال: (أنا بين خيرتين، قال: {استغفر لهم أو
لا تستغفر لهم إن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم}. فصلى عليه، فنزلت: {ولا
تصل على أحد منهم مات أبدا}.
[4393، 4395، 5460].
1211 - حدثنا مالك بن
إسماعيل: حدثنا ابن عيينة، عن عمرو: سمع جابرا رضي الله عنه قال:
أتى النبي عبد الله بن
أبي بعدما دفن، فأخرجه، فنفث فيه من ريقه، وألبسه قميصه.
[1285، 2846، 5459].
1212/1213 - حدثنا أبو
نعيم: حدثنا سفيان، عن هشام، عن عروة، عن عائشة رضي الله عنها قالت:
كفن النبي في ثلاثة
أثواب سحول كرسف، ليس فيها قميص ولا عمامة.
(1213) - حدثنا مسدد:
حدثنا يحيى، عن هشام: حدثني ابي، عن عائشة رضي الله عنها:
أن رسول الله صلى الله
عليه وسلم كفن في ثلاثة أثواب، ليس فيها قميص ولا عمامة.
[ر: 1205].
1214 - حدثنا إسماعيل
قال: حدثني مالك، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة رضي الله عنها:
أن رسول الله صلى الله
عليه وسلم كفن في ثلاثة أثواب سحولية، ليس فيها قميص ولا عمامة.
[ر: 1205].
وبه قال عطاء، والزهري،
وعمرو بن دينار، وقتادة. وقال عمرو بن دينار: الحنوط من جميع المال. وقال إبراهيم:
يبدأ بالكفن، ثم بالدين، ثم بالوصية. وقال سفيان: أجر القبر والغسل هو من الكفن.
1215 - حدثنا أحمد بن
محمد المكي: حدثنا إبراهيم بن سعد، عن سعد، عن أبيه، قال:
اتي عبد الرحمن بن عوف
رضي الله عنه يوما بطعامه، فقال: قتل مصعب بن عمير، وكان خيرا مني، فلم يوجد له ما
يكفن فيه إلا بردة، وقتل حمزة، أو رجل آخر، خير مني، فلم يوجد له ما يكفن فيه إلا
بردة، لقد خشيت أن يكون قد عجلت لنا طيباتنا في حياتنا الدنيا، ثم جعل يبكي.
[1216، 3819].
1216 - حدثنا ابن مقاتل:
أخبرنا عبد الله: أخبرنا شعبة، عن سعد بن إبراهيم، عن أبيه إبراهيم:
أن عبد الرحمن بن عوف
رضي الله عنه أتي بطعام، وكان صائما، فقال: قتل مصعب بن عمير، وهو خير مني، كفن في
بردة: إن غطي رأسه بدت رجلاه، وإن غطي رجلاه بدا رأسه. وأراه قال: وقتل حمزة، وهو
خير مني، ثم بسط لنا من الدنيا ما بسط، أو قال: أعطينا من الدنيا ما أعطينا، وقد
خشينا أن تكون حسناتنا عجلت لنا، ثم جعل يبكي حتى ترك الطعام.
[ر: 1215].
1217 - حدثنا عمر بن حفص
بن غياث: حدثنا أبي: حدثنا الأعمش: حدثنا شقيق: حدثنا خباب رضي الله عنه قال:
هاجرنا مع النبي صلى
الله عليه وسلم نلتمس وجه الله، فوقع أجرنا على الله، فمنا من مات ولم يأكل من أجره
شيئا، منهم مصعب بن عمير، ومنا من أينعت له ثمرته، فهو يهدبها، قتل يوم أحد، فلم
نجد ما نكفنه إلا بردة، إذا غطينا بها رأسه خرجت رجلاه، وإذا غطينا رجليه خرج رأسه،
فأمرنا النبي صلى الله عليه وسلم أن نغطي رأسه، وأن نجعل على رجليه من الإذخر.
[3684، 3701، 3821، 3854،
6068، 6083، وانظر: 5348].
1218 - حدثنا عبد الله بن
مسلمة: حدثنا ابن أبي حازم، عن أبيه، عن سهل رضي الله عنه:
أن امرأة جاءت النبي صلى
الله عليه وسلم ببردة منسوجة، فيها حاشيتها، أتدرون ما البردة؟ قالوا: الشملة، قال:
نعم. قالت: نسجتها بيدي فجئت لأكسوكها، فأخذها النبي صلى الله عليه وسلم محتاجا
إليها، فخرج إلينا وإنها إزاره، فحسنها فلان فقال: اكسينها، ما أحسنها، قال القوم:
ما أحسنت، لبسها النبي صلى الله عليه وسلم محتاجا إليها، ثم سألته، وعلمت أنه لا
يرد، قال: إني والله، ما سألته لألبسها، إنما سألته لتكون كفني، قال سهل: فكانت
كفنه.
[1987، 5473، 5689].
1219 - حدثنا قبيصة بن
عقبة: حدثنا سفيان، عن خالد، عن أم الهذيل، عن أم عطية رضي الله عنها قالت:
نهينا عن اتباع الجنائز،
ولم يعزم علينا.
[ر: 307].
1220 - حدثنا مسدد: حدثنا
بشر بن المفضل: حدثنا سلمة بن علقمة، عن محمد بن سيرين قال:
توفي ابن لأم عطية رضي
الله عنها، فلما كان اليوم الثالث، دعت بصفرة فتمسحت به، وقالت: نهينا أن نحد أكثر
من ثلاث إلا بزوج.
[ر: 307].
1221/1222 - حدثنا
الحميدي: حدثنا سفيان: حدثنا أيوب بن موسى قال: أخبرني حميد بن نافع، عن زينب بنت
أبي سلمة قالت:
لما جاء نعي أبي سفيان
من الشأم، دعت أم حبيبة رضي الله عنها بصفرة في اليوم الثالث، فمسحت عارضيها
وذراعيها، وقالت: إني كنت عن هذا لغنية، لولا أني سمعت رسول الله صلى الله عليه
وسلم يقول: (لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر، أن تحد على ميت فوق ثلاث، إلا
على زوج، فإنها تحد عليه أربعة أشهر وعشرا).
(1222) - حدثنا إسماعيل:
حدثني مالك، عن عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، عن حميد بن نافع، عن
زينب بنت أبي سلمة أخبرته قالت:
دخلت على أم حبيبة زوج
النبي صلى الله عليه وسلم، فقالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (لا يحل
لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر، تحد على ميت فوق ثلاث، إلا على زوج أربعة أشهر
وعشرا). ثم دخلت على زينب بنت جحش، حين توفي أخوها، فدعت بطيب فمست، ثم قالت: ما لي
بالطيب من حاجة، غير أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر: (لا يحل
لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر، تحد على ميت فوق ثلاث، إلا على زوج أربعة أشهر
وعشرا).
[5024، 5030].
1223 - حدثنا آدم: حدثنا
شعبة: حدثنا ثابت، عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال:
مر النبي صلى الله عليه
وسلم بامرأة تبكي عند قبر، فقال: (اتقي الله واصبرري) قالت: إليك عني، فإنك لم تصب
بمصيبتي، ولم تعرفه، فقيل لها: إنه النبي صلى الله عليه وسلم، فأتت باب النبي صلى
الله عليه وسلم، فلم تجد عنده بوابين، فقالت: لم أعرفك، فقال: (إنما الصبر عند
الصدمة الأولى).
[ر: 1194].
لقول الله تعالى: {قوا
أنفسكم وأهليكم نارا} /التحريم: 6/. وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (كلكم راع
ومسؤول عن رعيته). [ر:853].
فإذا لم يكن من سنته، فهو
كما قالت عائشة رضي الله عنها: {لا تزر وازرة وزر أخرى} /الأنعام: 164/. وهو كقوله:
{وإن تدع مثقلة - ذنوبا - إلى حملها لا يحمل منه شيء} /فاطر: 18/.
وما يرخص من البكاء في
غير نوح.
وقال النبي صلى الله عليه
وسلم: (لا تقتل نفس ظلما، إلا كان على ابن آدم الأول كفل من دمها).
[ر: 3157].
وذلك لأنه أول من سن
القتل.
1224 - حدثنا عبدان ومحمد
قالا: أخبرنا عبد الله: أخبرنا عاصم بن سليمان، عن أبي عثمان قال: حدثني أسامة بن
زيد رضي الله عنهما قال:
أرسلت ابنة النبي صلى
الله عليه وسلم إليه: إن ابنا لي قبض فائتنا، فأرسل يقرىء السلام، ويقول: (إن لله
ما أخذ وله ما أعطى، وكل عنده بأجل مسمى، فلتصبر ولتحتسب). فأرسلت إليه تقسم عليه
ليأتينها، فقام ومعه: سعد بن عبادة، ومعاذ بن جبل، وأبي بن كعب، وزيد بن ثابت،
ورجال، فرفع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الصبي ونفسه تتقعقع، قال: حسبته أنه
قال: كأنها شن، ففاضت عيناه، فقال سعد: يا رسول الله، ما هذا؟ فقال: (هذه رحمة
جعلها الله في قلوب عباده، وإنما يرحم الله من عباده الرحماء).
[5331، 6228، 6279، 6942،
7010].
1225 - حدثنا عبد الله بن
محمد: حدثنا أبو عامر: حدثنا فليح بن سليمان، عن هلال بن علي، عن أنس بن مالك رضي
الله عنه قال:
شهدنا بنتا لرسول الله
صلى الله عليه وسلم، قال: ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس على القبر، قال:
فرأيت عيناه تدمعان، قال: فقال: (هل منكم رجل لم يقارف الليلة). فقال أبو طلحة:
أنا، قال: (فانزل). قال: فنزل في قبرها.
[1277].
1226 - حدثنا عبدان:
حدثنا عبد الله: أخبرنا ابن جريج قال: أخبرني عبد الله بن عبيد الله بن أبي مليكة
قال:
توفيت ابنة لعثمان رضي
الله عنه بمكة، وجئنا لنشهدها، وحضرها ابن عمر وابن عباس رضي الله عنهم، وإني لجالس
بينهما، أو قال: جلست إلى أحدهما، ثم جاء الآخر فجلس إلى جنبي، فقال عبد الله بن
عمر رضي الله عنهما، لعمرو بن عثمان: ألا تنهى عن البكاء؟ فإن رسول الله صلى الله
عليه وسلم قال: (إن الميت ليعذب ببكاء أهله عليه).
فقال ابن عباس رضي الله
عنهما: قد كان عمر رضي الله عنه يقول بعض ذلك، ثم حدث قال: صدرت مع عمر رضي الله
عنه من مكة، حتى إذا كنا بالبيداء، إذا هو بركب تحت ظل سمرة، فقال: أذهب فانظر من
هؤلاء الركب؟ قال: فنظرت، فإذا صهيب، فأخبرته، فقال: ادعه لي، فرجعت إلى صهيب فقلت:
أرتحل، فالحق أمير المؤمنين، فلما أصيب عمر، دخل صهيب يبكي، يقول: وا أخاه، وا
صاحباه، فقال عمر رضي الله عنه: يا صهيب، أتبكي علي، وقد قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم: (إن الميت ليعذب ببكاء أهله عليه).
قال ابن عباس رضي الله
عنهما: فلما مات عمر رضي الله عنه، ذكرت ذلك لعائشة رضي الله عنها، فقالت: رحم الله
عمر، والله ما حدث رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله ليعذب المؤمن ببكاء أهله
عليه، ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إن الله ليزيد الكافر عذابا ببكاء
أهله عليه). وقالت حسبكم القرآن: {ولا تزر وازرة وزر أخرى}. قال ابن عباس رضي الله
عنهما عند ذلك: والله هو أضحك وأبكى.
قال ابن أبي ملكية: والله
ما قال ابن عمر رضي الله عنهما شيئا.
[ر: 1228، 1230].
1227 - حدثنا عبد الله بن
يوسف: أخبرنا مالك، عن عبد الله بن أبي بكر، عن أبيه، عن عمرة بنت عبد الرحمن أنها
أخبرته:
أنها سمعت عائشة رضي
الله عنها، زوج النبي صلى الله عليه وسلم، قالت: إنما مر رسول الله صلى الله عليه
وسلم على يهودية يبكي عليها أهلها، فقال: (إنهم يبكون عليها، وإنها لتعذب في
قبرها).
1228 - حدثنا إسماعيل بن
خليل: حدثنا علي بن مسهر: حدثنا أبو إسحاق، وهو الشيباني، عن أبي بردة، عن أبيه
قال:
لما أصيب عمر رضي الله
عنه، جعل صهيب يقول: وا أخاه، فقال عمر: أما علمت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
(إن الميت ليعذب ببكاء الحي).
[ر: 1226].
وقال عمر رضي الله عنه:
دعهن يبكين على أبي سليمان، ما لم يكن نقع أو لقلقة. والنقع التراب على الرأس،
واللقلقة الصوت.
1229 - حدثنا أبو نعيم:
حدثنا سعيد بن عبيد، عن علي بن ربيعة، عن المغيرة رضي الله عنه قال:
سمعت النبي صلى الله
عليه وسلم يقول: (إن كذبا علي ليس ككذب على أحد، من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده
من النار).
سمعت النبي صلى الله عليه
وسلم يقول: (من نيح عليه يعذب بما نيح عليه).
1230 - حدثنا عبدان قال:
أخبرني أبي، عن شعبة، عن قتادة، عن سعيد بن المسيب، عن ابن عمر، عن أبيه رضي الله
عنهما،
عن النبي صلى الله عليه
وسلم قال: (الميت يعذب في قبره بما نيح عليه).
تابعه عبد الأعلى: حدثنا
يزيد بن زريع: حدثنا سعيد: حدثنا قتادة، وقال آدم، عن شعبة: (الميت يعذب ببكاء الحي
عليه).
[ر: 1226].
1231 - حدثنا علي بن عبد
الله: حدثنا سفيان: حدثنا ابن المنكدر قال:
سمعت جابر بن عبد الله
رضي الله عنهما قال: جيء بأبي يوم أحد قد مثل به، حتى وضع بين يدي رسول الله صلى
الله عليه وسلم، وقد سجي ثوبا، فذهبت أريد أن أكشف عنه، فنهاني قومي، ثم ذهبت أكشف
عنه فنهاني قومي، فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم فرفع، فسمع صوت صائحة، فقال:
(من هذه). فقالوا: ابنة عمرو، أو: أخت عمرو، قال: (فلم تبكي؟ أو: لا تبكي، فما زالت
الملائكة تظله بأجنحتها حتى رفع).
[ر: 1187].
1232 - حدثنا أبو نعيم:
حدثنا سفيان: حدثنا زبيد اليامي، عن إبراهيم، عن مسروق، عن عبد الله رضي الله عنه
قال:
قال النبي صلى الله عليه
وسلم: (ليس منا من لطم الخدود، وشق الجيوب، ودعا بدعوى الجاهلية).
[1235، 1236، 3331].
1233 - حدثنا عبد الله بن
يوسف: أخبرنا مالك، عن ابن شهاب، عن عامر بن سعد بن أبي وقاص، عن أبيه رضي الله عنه
قال:
كان رسول الله صلى الله
عليه وسلم يعودني عام حجة الوداع، من وجع اشتد بي، فقلت: إني قد بلغ بي من الوجع،
وأنا ذو مال، ولا يرثني إلا ابنة، أفاتصدق بثلثي مالي؟ قال: (لا). قلت: بالشطر؟
فقال: (لا). ثم قال: (الثلث والثلث كبير، أو كثير، إنك أن تذر ورثتك أغنياء، خير من
أن تذرهم عالة يتكففون الناس، وإنك لن تنفق نفقة تتبغي بها وجه الله إلا أجرت بها،
حتى ما تجعل في في امرأتك). فقلت: يا رسول الله، أخلف بعد أصحابي؟ قال: (إنك لن
تخلف فتعمل عملا صالحا إلا ازددت به درجة ورفعة، ثم لعلك أن تخلف حتى ينتفع بك
أقوام، ويضر بك آخرون، اللهم امض لأصحابي هجرتهم ولا تردهم على أعقابهم، لكن البائس
سعد بن خولة). يرثي له رسول الله صلى الله عليه وسلم أن مات بمكة.
[ر: 56].
1234 - وقال الحكم بن
موسى: حدثنا يحيى بن حمزة، عن عبد الرحمن بن جابر: أن القاسم بن مخيمرة حدثه قال:
حدثني أبو بردة بن أبي موسى رضي الله عنه قال:
وجع أبو موسى وجعا، فغشي
عليه، ورأسه في حجر امرأة من أهله، فلم يستطع أن يرد عليها شيئا، فلما أفاق قال:
أنا بريء ممن برىء منه رسول الله صلى الله عليه وسلم، إن رسول الله صلى الله عليه
وسلم بريء من الصالقة، والحالقة، والشاقة.
1235 - حدثنا محمد بن
بشار: حدثنا عبد الرحمن: حدثنا سفيان، عن الأعمش، عن عبد الله بن مرة، عن مسروق، عن
عبد الله رضي الله عنه،
عن النبي صلى الله عليه
وسلم قال: (ليس منا من ضرب الخدود، وشق الجيوب، ودعا بدعوى الجاهلية).
[ر: 1232].
1236 - حدثنا عمرو بن حفص:
حدثنا أبي: حدثنا الأعمش، عن عبد الله بن مرة، عن مسروق، عن عبد الله رضي الله عنه
قال:
قال النبي صلى الله عليه
وسلم قال: (ليس منا من ضرب الخدود، وشق الجيوب، ودعا بدعوى الجاهلية).
[ر: 1232].
1237 - حدثنا محمد بن
المثنى: حدثنا عبد الوهاب قال: سمعت يحيى قال: أخبرتني عمرة قالت: سمعت عائشة رضي
الله عنها قالت:
لما جاء النبي صلى الله
عليه وسلم قتل ابن حارثة وجعفر وابن رواحة، جلس يعرف فيه الحزن، وأنا أنظر من صائر
الباب، شق الباب، فأتاه رجل فقال: إن نساء جعفر، وذكر بكاءهن، فأمره أن ينهاهن،
فذهب، ثم أتاه الثانية: لم يطعنه، فقال: (انههن). فأتاه الثالثة، قال: والله غلبننا
يا رسول الله، فزعمت أنه قال: (فاحث في أفواههن التراب). فقلت: أرغم الله أنفك، لم
تفعل ما أمرك رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم تترك رسول الله صلى الله عليه وسلم
من العناء.
[1243، 4015].
1238 - حدثنا عمرو بن
علي: حدثنا محمد بن فضيل: حدثنا عاصم الأحول، عن أنس رضي الله عنه قال:
قنت رسول الله صلى الله
عليه وسلم شهرا، حين قتل القراء، فما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم حزن حزنا
قط أشد منه.
[ر: 957].
وقال محمد بن كعب القرظي:
الجزع القول السيء والظن السيء، وقال يعقوب عليه السلام: {إنما أشكو بثي وحزني إلى
الله} /يوسف: 86/.
1239 - حدثنا بشر بن
الحكم: حدثنا سفيان بن عيينة: أخبرنا إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة: أنه سمع أنس
بن مالك رضي الله عنه يقول:
اشتكى ابن لأبي طلحة،
قال: فمات وأبو طلحة خارج، فلما رأت امرأته أنه قد مات، هيأت شيئا، ونحته في جانب
البيت، فلما جاء أبو طلحة قال: كيف الغلام؟ قالت: قد هدأت نفسه، وأرجو أن يكون قد
استراح. وظن أبو طلحة أنها صادقة. قال: فبات، فلما أصبح اغتسل، فلما أراد أن يخرج
أعلمته أنه قد مات، فصلى مع النبي صلى الله عليه وسلم، ثم أخبر النبي صلى الله عليه
وسلم بما كان منها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لعل الله أن يبارك لكما في
ليلتكما).
قال سفيان: فقال رجل من
الأنصار: فرأيت لهما تسعة أولاد، كلهم قد قرأ القرآن.
[5153].
وقال عمر رضي الله عنه:
نعم العدلان، ونعم العلاوة: {الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه
راجعون. أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون} /البقرة: 156 - 157/.
وقوله تعالى: {واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين} /البقرة:
45/.
1240 - حدثنا محمد بن
بشار: حدثنا غندر: حدثنا شعبة، عن ثابت قال:
سمعت أنسا رضي الله عنه،
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (الصبر عند الصدمة الأولى).
[ر: 1194].
وقال ابن عمر رضي الله
عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم: (تدمع العين، ويحزن القلب).
[ر: 1242].
1241 - حدثنا الحسن بن
عبد العزيز: حدثنا يحيى بن حسان: حدثنا قريش، هو ابن حيان، عن ثابت، عن أنس بن مالك
رضي الله عنه قال:
دخلنا مع رسول الله صلى
الله عليه وسلم على أبي سيف القين، وكان ظئرا لإبراهيم عليه السلام، فأخذ رسول الله
صلى الله عليه وسلم إبراهيم فقبله وشمه، ثم دخلنا عليه بعد ذلك، وإبراهيم يجود
بنفسه، فجعلت عينا رسول الله صلى الله عليه وسلم تذرفان، فقال له عبد الرحمن بن عوف
رضي الله عنه: وأنت يا رسول الله؟ فقال: (يا ابن عوف، إنها رحمة). ثم أتبعها بأخرى،
فقال صلى الله عليه وسلم: (إن العين تدمع والقلب يحزن، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا،
وإنا بفراقك يا إبراهيم لمحزنون).
رواه موسى، عن سليمان بن
المغيرة، عن ثابت، عن أنس رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم.
1242 - حدثنا أصبغ، عن
ابن وهب قال: أخبرني عمرو، عن سعيد بن الحارث الأنصاري، عن عبد الله بن عمر رضي
الله عنهما قال:
اشتكى سعد بن عبادة شكوى
له، فأتاه النبي صلى الله عليه وسلم يعوده، مع عبد الرحمن بن عوف، وسعد بن أبي
وقاص، وعبد الله بن مسعود، رضي الله عنهم، فلما دخل عليه، فوجده في غاشية أهله،
فقال: (قد قضى). قالوا: لا يا رسول الله، فبكى النبي صلى الله عليه وسلم، فلما رأى
القوم بكاء النبي صلى الله عليه وسلم بكوا، فقال: (ألا تسمعون، إن الله لا يعذب
بدمع العين، ولا بحزن القلب، ولكن يعذب بهذا - وأشار إلى لسانه - أو يرحم، وإن
الميت يعذب ببكاء أهله عليه).
وكان عمر رضي الله عنه
يضرب فيه بالعصا، ويرمي بالحجارة، ويحثي بالتراب.
1243 - حدثنا محمد بن عبد
الله بن حوشب: حدثنا عبد الوهاب: حدثنا يحيى بن سعيد قال: أخبرتني عمرة قالت: سمعت
عائشة رضي الله عنها تقول:
لما جاء قتل زيد بن
حارثة، وجعفر، وعبد الله بن رواحة، جلس النبي صلى الله عليه وسلم يعرف فيه الحزن،
وأنا أطلع من شق الباب، فأتاه رجل فقال: يا رسول الله، إن نساء جعفر، وذكر بكاءهن،
فأمره بأن ينهاهن، فذهب الرجل ثم أتى، فقال: قد نهيتهن، وذكر أنهن لم يطعنه، فأمره
الثانية أن ينهاهن، فذهب ثم أتى، فقال: والله لقد غلبنني، أو غلبننا، الشك من محمد
بن حوشب، فزعمت: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (فاحث في أفواههن التراب). فقلت:
أرغم الله أنفك، فوالله ما أنت بفاعل، وما تركت رسول الله صلى الله عليه وسلم من
العناء.
[ر: 1237].
1244 - حدثنا عبد الله بن
عبد الوهاب: حدثنا حماد بن زيد: حدثنا أيوب، عن محمد، عن أم عطية رضي الله عنها
قالت:
أخذ علينا النبي صلى
الله عليه وسلم عند البيعة أن لا ننوح، فما وفت منا غير خمس نسوة: أم سليم، وأم
العلاء، وابنة أبي سبرة امرأة معاذ، وامرأتان. أو: ابنة أبي سبرة، وامرأة معاذ،
وامرأة أخرى.
[4610 - 6789].
1245 - حدثنا علي بن عبد
الله: حدثنا سفيان: حدثنا الزهري، عن سالم، عن أبيه، عن عامر بن ربيعة،
عن النبي صلى الله عليه
وسلم قال: (إذا رأيتم الجنازة فقوموا حتى تخلفكم).
قال سفيان: قال الزهري:
أخبرني سالم، عن أبيه قال: أخبرنا عامر بن ربيعة، عن النبي صلى الله عليه وسلم. زاد
الحميدي: (حتى تخلفكم أو توضع).
[1246].
1246 - حدثنا قتيبة بن
سعيد: حدثنا الليث، عن نافع، عن ابن عمر رضي الله عنهما، عن عامر بن ربيعة رضي الله
عنه،
عن النبي صلى الله عليه
وسلم قال: (إذا رأى أحدكم جنازة، فإن يكن ماشيا معها فليقم حتى يخلفها، أو تخلفه،
أو توضع من قبل أن تخلفه).
[ر: 1245].
1247 - حدثنا أحمد بن
يونس: حدثنا ابن أبي ذئب، عن سعيد المقبري، عن أبيه قال:
كنا في جنازة، فأخذ أبو
هريرة رضي الله عنه بيد مروان، فجلسا قبل أن توضع، فجاء أبو سعيد رضي الله عنه،
فأخذ بيد مروان فقال: قم، فوالله لقد علم هذا أن النبي صلى الله عليه وسلم نهانا عن
ذلك، فقال أبو هريرة: صدق.
[1248].
1248 - حدثنا مسلم، يعني
ابن إبراهيم: حدثنا هشام: حدثنا يحيى، عن أبي سلمة، عن أبي سعيد الخدري رضي الله
عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
(إذا رأيتم الجنازة
فقوموا، فمن تبعها فلا يقعد حتى توضع).
[ر: 1247].
1249 - حدثنا معاذ بن
فضالة: حدثنا هشام، عن يحيى، عن عبيد الله بن مقسم، عن جابر بن عبد الله رضي الله
عنهما قال:
مرت بنا جنازة، فقام لها
النبي صلى الله عليه وسلم وقمنا له، فقلنا يا رسول الله، إنها جنازة يهودي؟ قال:
(إذا رأيتم الجنازة فقوموا).
1250 - حدثنا آدم: حدثنا
شعبة: حدثنا عمرو بن مرة قال: سمعت عبد الرحمن ابن أبي ليلى قال:
كان سهل بن حنيف، وقيس
بن سعد، قاعدين بالقادسية، فمروا عليهما بجنازة فقاما، فقيل لهما: إنهما من أهل
الأرض، أي من أهل الذمة، فقالا: إن النبي صلى الله عليه وسلم مرت به جنازة فقام،
فقيل له: إنها جنازة يهودي، فقال: (أليست نفسا).
وقال أبو حمزة، عن
الأعمش، عن عمرو، عن ابن ليلى قال: كنت مع قيس وسهل رضي الله عنهما، فقالا: كنا مع
النبي صلى الله عليه وسلم. وقال زكرياء، عن الشعبي، عن ابن أبي ليلى: كان أبو مسعود
وقيس يقومان للجنازة.
1251 - حدثنا عبد العزيز
بن عبد الله: حدثنا الليث، عن سعيد المقبري، عن أبيه: أنه سمع أبا سعيد الخدري رضي
الله عنه:
أن رسول الله صلى الله
عليه وسلم قال: (إذا وضعت الجنازة، واحتملها الرجال على أعناقهم، فإن كانت صالحة
قالت: قدموني، وإن كانت غير صالحة قالت: يا ويلها، أين تذهبون بها، يسمع صوتها كل
شيء إلا الإنسان، ولو سمعه صعق).
[1253، 1314].
وقال أنس رضي الله عنه:
أنتم مشيعون، وامش بين يديها، وخلفها، وعن يمينها، وعن شمالها. وقال غيره: قريبا
منها.
1252 - حدثنا علي بن عبد
الله: حدثنا سفيان قال: حفظناه من الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة رضي
الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (أسرعوا بالجنازة، فإن تك صحالة فخير
تقدمونها، وإن يك سوى ذلك، فشر تضعونه عن رقابكم).
1253 - حدثنا عبد الله بن
يوسف: حدثنا الليث: حدثنا سعيد، عن أبيه: أنه سمع أبا سعيد الخدري رضي الله عنه
قال:
كان النبي صلى الله عليه
وسلم يقول: (إذا وضعت الجنازة، فاحتملها الرجال على أعناقهم، فإن كانت صالحة قالت:
قدموني، وإن كانت غير صالحة قالت لأهلها: يا ويلها، أين يذهبون بها، يسمع صوتها كل
شيء إلا الإنسان، ولو سمع الإنسان لصعق).
[ر: 1251].
1254 - حدثنا مسدد، عن
أبي عوانة، عن قتادة، عن عطاء، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما:
أن رسول الله صلى الله
عليه وسلم صلى على النجاشي، فكنت في الصف الثاني أو الثالث.
[1257، 1269، 3664 -
3666].
1255 - حدثنا مسدد: حدثنا
يزيد بن زريع: حدثنا معمر، عن الزهري، عن سعيد، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:
نعى النبي صلى الله عليه
وسلم إلى أصحابه النجاشي، ثم تقدم، فصفوا خلفه، فكبر أربعا.
[ر: 1188].
1256 - حدثنا مسلم: حدثنا
شعبة: حدثنا الشيباني، عن الشعبي قال:
أخبرني من شهد النبي صلى
الله عليه وسلم: أتى على قبر منبوذ، فصفهم، وكبر أربعا. قلت: من حدثك؟ قال: ابن
عباس رضي الله عنهما.
[ر: 819].
1257 - حدثنا إبراهيم بن
موسى: أخبرنا هشام بن يوسف: أن ابن جريج أخبرهم قال: أخبرني عطاء: أنه سمع جابر بن
عبد الله رضي الله عنهما يقول:
قال النبي صلى الله عليه
وسلم: (قد توفي اليوم رجل صالح من الحبش، فهلم فصلوا عليه). قال: فصففنا، فصلى
النبي صلى الله عليه وسلم عليه ونحن صفوف. قال أبو الزبير، عن جابر: كنت في الصف
الثاني.
[ر: 1254].
1258 - حدثنا موسى بن
إسماعيل: حدثنا عبد الواحد: حدثنا الشيباني، عن عامر، عن ابن عباس رضي الله عنهما:
أن رسول الله صلى الله
عليه وسلم مر بقبر قد دفن ليلا، فقال: (متى دفن هذا). قالوا: البارحة. قال: (أفلا
آذنتموني). قالوا: دفناه في ظلمة الليل، فكرهنا أن نوقظك. فقام فصففنا خلفه، قال
ابن عباس: وأنا فيهم، فصلى عليه.
[ر: 819].
وقال النبي صلى الله عليه
وسلم: (من صلى على الجنازة). [ر: 1261]. وقال: (صلوا على صاحبكم). [ر: 2168]. وقال:
(صلوا على النجاشي). [ر: 1257]. سماها صلاة، ليس فيها ركوع ولا سجود، ولا يتكلم
فيها، وفيها تكبير وتسليم.
وكان ابن عمر لا يصلي إلا
طاهرا، ولا يصلي عند طلوع الشمس ولا غروبها، ويرفع يديه.
وقال الحسن: أدركت الناس،
وأحقهم على جنائزهم من رضوهم لفرائضهم، وإذا أحدث يوم العيد أو عند الجنازة يطلب
الماء ولا يتيمم، وإذا انتهى إلى الجنازة وهم يصلون يدخل معهم بتكبيرة.
وقال ابن المسيب: يكبر
بالليل والنهار، والسفر والحضر، أربعا.
وقال أنس رضي الله عنه:
تكبيرة الواحدة استفتاح الصلاة.
وقال عز وجل: {ولا تصل
على أحد منهم مات أبد} /التوبة: 84/.وفيه صفوف وإمام.
1259 - حدثنا سليمان بن
حرب: حدثنا شعبة، عن الشيباني، عن الشعبي قال:
أخبر من مر مع نبيكم صلى
الله عليه وسلم على قبر منبوذ، فأمنا فصففنا خلفه. فقلنا: يا أبا عمرو، من حدثك؟
قال: ابن عباس رضي الله عنهما.
[ر: 819].
وقال زيد بن ثابت رضي
الله عنه: إذا صليت فقد قضيت الذي عليك.
وقال حميد بن هلال، ما
علمنا على الجنازة إذنا، ولكن من صلى ثم رجع فله قيراط.
1260 - حدثنا أبو
النعمان: حدثنا جرير بن حازم قال: سمعت نافعا يقول: حدث ابن عمر: أن أبا هريرة رضي
الله عنهم يقول:
من تبع جنازة فله قيراط.
فقال: أكثر أبو هريرة علينا. فصدقت، يعني عائشة، أبا هريرة، وقالت: سمعت رسول الله
صلى الله عليه وسلم يقوله. فقال ابن عمر رضي الله عنهما: لقد فرطنا في قراريط
كثيرة.
{فرطت} /الزمر: 56/: ضيعت
من أمر الله.
[ر: 47].
1261 - حدثنا عبد الله بن
مسلمة قال: قرأت على ابن أبي ذئب، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبيه: أنه سأل
أبا هريرة رضي الله عنه فقال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم.
حدثنا أحمد بن شبيب بن
سعيد قال: حدثني أبي: حدثنا يونس: قال ابن شهاب: وحدثني عبد الرحمن الأعرج: أن أبا
هريرة رضي الله عنه قال:
قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم: (من شهد الجنازة حتى يصلي فله قيراط، ومن شهد حتى تدفن كان له قيراطان).
قيل: وما القيراطان؟ قال: (مثل الجبلين العظيمين).
[ر: 47].
1262 - حدثنا يعقوب بن
إبراهيم: حدثنا يحيى بن أبي بكير: حدثنا زائدة: حدثنا أبو إسحاق الشيباني، عن عامر،
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال:
أتى رسول الله صلى الله
عليه وسلم قبرا، فقالوا هذا دفن، أو دفنت البارحة، قال ابن عباس رضي الله عنهما:
فصففنا خلفه، ثم صلى عليها.
[ر: 819].
1263 - حدثنا يحيى بن
بكير: حدثنا الليث، عن عقيل، عن ابن شهاب، عن سعيد بن المسيب وأبي سلمة أنهما
حدثاه:
عن أبي هريرة قال: نعى
لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم النجاشي صاحب الحبشة، اليوم الذي مات فيه، فقال:
(استغفروا لأخيكم).
وعن ابن شهاب قال: حدثني
سعيد بن المسيب: أن أبا هريرة رضي الله عنه قال: إن النبي صلى الله عليه وسلم صف
بهم بالمصلى، فكبر عليه أربعا.
[ر: 1188].
1264 - حدثنا إبراهيم بن
المنذر: حدثنا أبو ضمرة: حدثنا موسى بن عقبة، عن نافع، عن عبد الله بن عمر رضي الله
عنهما:
أن اليهود جاؤوا إلى
النبي صلى الله عليه وسلم برجل منهم وامرأة قد زنيا، فأمر بهما فرجما، قريبا من
موضع الجنائز عند المسجد.
[3436، 4280، 6433، 6450،
6901، 7104].
ولما مات الحسن بن الحسن
بن علي رضي الله عنهم، ضربت امرأته القبة على قبره سنة، ثم رفعت، فسمعوا صائحا
يقول: ألا هل وجدوا ما فقدوا، فأجابه الآخر: بل يئسوا فانقلبوا.
1265 - حدثنا عبيد الله
بن موسى، عن شبيان، عن هلال، هو الوزان، عن عروة، عن عائشة رضي الله عنها،
عن النبي صلى الله عليه
وسلم قال في مرضه الذي مات فيه: (لعن الله اليهود والنصارى، اتخذوا قبور أنبيائهم
مسجدا). قالت: ولولا ذلك لأبرزوا قبره، غير أني أخشى أن يتخذ مسجدا.
[ر: 425].
1266 - حدثنا مسدد: حدثنا
يزيد بن زريع: حدثنا حسين: حدثنا عبد الله بن بريدة، عن سمرة رضي الله عنه قال:
صليت وراء النبي صلى
الله عليه وسلم على امرأة ماتت في نفاسها، فقام عليها وسطها.
[ر: 325].
1267 - حدثنا عمران بن
ميسرة: حدثنا عبد الوارث: حدثنا حسين، عن ابن بريدة: حدثنا سمرة بن جندب رضي الله
عنه قال:
صليت وراء النبي صلى
الله عليه وسلم على امرأة ماتت في نفاسها، فقام عليها وسطها.
[ر: 325].
وقال حميد: صلى بنا أنس
رضي الله عنه، فكبر ثلاثا، ثم سلم، فقيل له: فاستقبل القبلة، ثم كبر الرابعة، ثم
سلم.
1268 - حدثنا عبد الله بن
يوسف: أخبرنا مالك، عن ابن شهاب، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة رضي الله عنه:
أن رسول الله صلى الله
عليه وسلم نعى النجاشي في اليوم الذي مات فيه، وخرج بهم إلى المصلى، فصف بهم، وكبر
عليه أربع تكبيرات.
[ر: 1188].
1269 - حدثنا محمد بن
سنان: حدثنا سليم بن حيان: حدثنا سعيد بن ميناء، عن جابر رضي الله عنه:
أن النبي صلى الله عليه
وسلم صلى على أصحمة النجاشي، فكبر أربعا.
وقال يزيد بن هارون، وعبد
الصمد، عن سليم: أصحمة. وتابعه عبد الصمد.
[ر: 1254].
وقال الحسن: يقرأ على
الطفل بفاتحة الكتاب، ويقول: اللهم اجعله لنا فرطا وسلفا وأجرا.
1270 - حدثنا محمد بن
بشار: حدثنا غندر: حدثنا شعبة، عن سعد، عن طلحة قال: صليت خلف ابن عباس رضي الله
عنهما.
حدثنا محمد بن كثبر،
أخبرنا سفيان، عن سعد بن إبراهيم، عن طلحة بن عبد الله بن عوف قال:
صليت خلف ابن عباس رضي
الله عنهما على جنازة، فقرأ بفاتحة الكتاب، فقال: ليعلموا أنها سنة.
1271 - حدثنا حجاح بن
منهال: حدثنا شعبة قال: حدثني سليمان الشيباني قال: سمعت الشعبي قال:
أخبرني من مر مع النبي
صلى الله عليه وسلم على قبر منبوذ، فأمهم وصلوا خلفه. قلت: من حدثك هذا يا أبا
عمرو؟ قال: ابن عباس رضي الله عنهما.
[ر: 819].
1272 - حدثنا محمد بن
الفضل: حدثنا حماد بن زيد، عن ثابت، عن أبي رافع، عن أبي هريرة رضي الله عنه:
أن أسود، رجلا أو امرأة،
كان يقم المسجد، فمات ولم يعلم النبي صلى الله عليه وسلم بموته، فذكره ذات يوم
فقال: (ما فعل ذلك الإنسان). قالوا: مات يا رسول الله. قال: (أفلا آذنتموني).
فقالوا: إنه كان كذا وكذا قصته. قال: فحقروا شأنه، قال: (فدلوني على قبره). فأتي
قبره فصلى عليه.
[ر: 446].
1273 - حدثنا عياش: حدثنا
عبد الأعلى: حدثنا سعيد قال: وقال لي خليفة: حدثنا ابن زريع: حدثنا سعيد، عن قتادة،
عن أنس رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
(العبد إذا وضع في قبره
وتولي وذهب أصحابه، حتى إنه ليسمع قرع نعالهم، أتاه ملكان فأقعداه، فيقولان له: ما
كنت تقول في هذا الرجل محمد صلى الله عليه وسلم؟ فيقول: أشهد أنه عبد الله ورسوله،
فيقال: انظر إلى مقعدك في النار، أبدلك الله به مقعدا من الجنة). قال النبي صلى
الله عليه وسلم: (فيراهما جميعا، وأما الكافر، أو المنافق: فيقول: لا أدري، كنت
أقول ما يقول الناس. فيقال: لا دريت ولا تليت، ثم يضرب بمطرقة من حديد ضربة بين
أذنيه، فيصيح صيحة يسمعها من يليه إلا الثقلين).
[1308].
1274 - حدثنا محمود:
حدثنا عبد الرزاق: أخبرنا معمر، عن ابن طاوس، عن أبيه، عن أبي هريرة رضي الله عنه
قال:
(أرسل ملك الموت إلى
موسى عليهما السلام، فلما جاءه صكه، فرجع إلى ربه، فقال: أرسلتني إلى عبد لا يريد
الموت، فرد الله عليه عينه، وقال: ارجع، فقل له يضع يده على متن ثور، فله بكل ما
غطت به يده بكل شعرة سنة. قال: أي رب، ثم ماذا؟ قال: ثم الموت. قال: فالآن، فسأل
الله أن يدنيه من الأرض المقدسة رمية بحجر). قال: قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم: (فلو كنت ثم لأريتكم قبره، إلى جانب الطريق، عند الكثيب الأحمر).
[3226].
ودفن أبو بكر رضي الله
عنه ليلا. [ر: 1321].
1275 - حدثنا عثمان بن
أبي شيبة: حدثنا جرير، عن الشيباني، عن الشعبي، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال:
صلى النبي صلى الله عليه
وسلم على رجل بعد ما دفن بليلة، قام هو وأصحابه، وكان قد سأله عنه فقال: (من هذا).
فقالوا: فلان دفن البارحة، فصلوا عليه.
[ر: 819].
1276 - حدثنا إسماعيل
قال: حدثني مالك، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة رضي الله عنها قالت:
لما اشتكى النبي صلى
الله عليه وسلم، ذكرت بعض نسائه كنيسة رأينها بأرض الحبشة، يقال لها مارية، وكانت
أم سلمة وأم حبيبة رضي الله عنهما، أتتا أرض الحبشة، فذكرتا من حسنها وتصاوير فيها،
فرفع رأسه فقال: (أولئك إذا مات منهم الرجل الصالح بنوا على قبره مسجدا، ثم صوروا
فيه تلك الصورة، أولئك شرار الخلق عند الله).
[ر: 417].
1277 - حدثنا محمد بن
سنان: حدثنا فليح بن سليمان: حدثنا هلال بن علي، عن أنس رضي الله عنه قال:
شهدنا بنت رسول الله صلى
الله عليه وسلم، ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس على القبر، فرأيت عيناه
تدمعان، فقال: (هل فيكم من أحد لم يقارف الليلة). فقال أبو طلحة: أنا، قال: (فأنزل
في قبرها). فنزل في قبرها فقبرها.
قال ابن مبارك: قال فليح:
أراه يعني الذنب.
قال أبو عبد الله: {ليقترفوا}
/الأنعام: 113/ أي ليكتسبوا.
[ر: 1225].
1278 - حدثنا عبد الله بن
يوسف: حدثنا الليث قال: حدثني ابن شهاب، عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك، عن جابر بن
عبد الله رضي الله عنهما قال:
كان النبي صلى الله عليه
وسلم يجمع بين الرجلين من قتلى أحد في ثوب واحد، ثم يقول: (أيهم أكثر أخذا للقرآن).
فإذا أشير له إلى أحدهما قدمه في اللحد، وقال: (أنا شهيد على هؤلاء يوم القيامة).
وأمر بدفنهم في دمائهم، ولم يغسلوا، ولم يصل عليهم.
[1280 - 1283، 1286 -
1288، 3851].
1279 - حدثنا عبد الله بن
يوسف: حدثنا الليث: حدثني يزيد بن أبي حبيب، عن أبي الخير، عن عقبة بن عامر:
أن النبي صلى الله عليه
وسلم خرج يوما، فصلى على أهل أحد صلاته على الميت، ثم انصرف إلى المنبر فقال: (إني
فرط لكم، وأنا شهيد عليكم، وإني والله لأنظر إلى حوضي الآن، وإني أعطيت مفاتيح
خزائن الأرض، أو مفاتيح الأرض، وإني والله ما أخاف عليكم أن تشركوا بعدي، ولكن أخاف
عليكم أن تنافسوا فيها).
[3401، 3816، 3857، 6062،
6218].
1280 - حدثنا سعيد بن
سليمان: حدثنا الليث: حدثنا ابن شهاب، عن عبد الرحمن بن كعب:
أن جابر بن عبد الله رضي
الله عنهما: أخبره أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يجمع بين الرجلين من قتلى أحد.
[ر: 1278].
1281 - حدثنا أبو الوليد:
حدثنا ليث، عن ابن شهاب، عن عبد الرحمن بن كعب، عن جابر قال:
قال النبي صلى الله عليه
وسلم: (ادفنوهم في دمائهم). يعني يوم أحد، ولم يغسلهم.
[ر: 1278].
وسمي اللحد لأنه في
ناحية، وكل جائر ملحد، {ملتحدا} /الكهف: 27/: معدلا، ولو كان مستقيما كان ضريحا.
1282/1283 - حدثنا ابن
مقاتل: (أخبرنا عبد الله:) أخبرنا ليث بن سعد: حدثني ابن شهاب، عن عبد الرحمن بن
كعب بن مالك، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما:
أن رسول الله صلى الله
عليه وسلم كان يجمع بين الرجلين من قتلى أحد قي ثوب واحد، ثم يقول: (أيهم أكثر أخذا
للقرآن). فإذا أشير له إلى أحدهما قدمه في اللحد، وقال: (أنا شهيد على هؤلاء). وأمر
بدفنهم في دمائهم، ولم يصل عليهم، ولم يغسلهم.
(1283) - وأخبرنا
الأوزاعي، عن الزهري، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما:
كان رسول الله صلى الله
عليه وسلم يقول لقتلى أحد: (أي هؤلاء أكثر أخذا للقرآن). فإذا أشير له إلى رجل قدمه
في اللحد قبل صاحبه. قال جابر: فكفن أبي وعمي في نمرة واحدة. وقال سليمان بن كثير:
حدثني الزهري: حدثني من سمع جابر رضي الله عنه.
[ر: 1278].
1284 - حدثنا محمد بن عبد
الله بن حوشب: حدثنا عبد الوهاب: حدثنا خالد، عن عكرمة، عن ابن عباس رضي الله عنهما،
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
(حرم الله مكة، فلم تحل
لأحد قبلي ولا لأحد بعدي، أحلت لي ساعة من نهار، لا يختلى خلاها، ولا يعضد شجرها،
ولا ينفر صيدها، ولا تلتقط لقطتها إلا لمعرف). فقال العباس رضي الله عنه: إلا
الإذخر لصاغتنا وقبورنا؟ فقال: (إلا الإذخر).
وقال أبو هريرة رضي الله
عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم: لقبورنا وبيوتنا؟
وقال أبان بن صالح، عن
الحسن بن مسلم، عن صفية بنت شيبة: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم: مثله.
وقال مجاهد، عن طاوس، عن
ابن عباس رضي الله عنهما: لقينهم وبيوتهم.
[1736، 1984، 2301، 4059،
وانظر: 1510].
1285 - حدثنا علي بن عبد
الله: حدثنا سفيان: قال عمرو: سمعت جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال:
أتى رسول الله صلى الله
عليه وسلم عبد الله بن أبي بعد ما أدخل حفرته، فأمر به فأخرج، فوضعه على ركبتيه،
ونفث عليه من ريقه، وألبسه قميصه، فالله أعلم، وكان كسا عباسا قميصا.
قال سفيان: وقال أبو
هارون: وكان على رسول الله صلى الله عليه وسلم قمصان، فقال له ابن عبد الله: يا
رسول الله، ألبس أبي قميصك الذي يلي جلدك. قال سفيان: فيرون أن النبي صلى الله عليه
وسلم ألبس عبد الله قميصه، مكافأة لما صنع.
[ر: 1211].
1286/1287 - حدثنا مسدد:
أخبرنا بشر بن المفضل: حدثنا حسين المعلم، عن عطاء، عن جابر رضي الله عنه قال:
لما حضر أحد، دعاني أبي
من الليل، فقال: ما أراني إلا مقتولا في أول من يقتل من أصحاب النبي صلى الله عليه
وسلم، وإني لا أترك بعدي أعز علي منك غير نفس رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإن
علي دينا، فاقض، واستوص بأخوتك خيرا، فأصبحنا، فكان أول قتيل، ودفن معه آخر في قبر،
ثم لم تطب نفسي أن أتركه مع الآخر، فاستخرجته بعد ستة أشهر، فإذا هو كيوم وضعته
هنية، غير أذنه.
(1287) - حدثنا علي بن
عبد الله: حدثنا سعيد بن عامر، عن شعبة، عن ابن أبي نجيح، عن عطاء، عن جابر رضي
الله عنه قال:
دفن أبي مع رجل، فلم تطب
نفسي حتى أخرجته، فجعلته في قبر على حدة.
[ر: 1278].
1288 - حدثنا عبدان:
أخبرنا عبد الله: أخبرنا الليث بن سعد قال: حدثني ابن شهاب، عن عبد الرحمن بن كعب
بن مالك، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال:
كان النبي صلى الله عليه
وسلم يجمع بين رجلين من قتلى أحد، ثم يقول: (أيهم أكثر أخذا للقرآن). فإذا أشير له
إلى أحدهما قدمه في اللحد، فقال: (أنا شهيد على هؤلاء يوم القيامة). فأمر بدفنهم
بدمائهم، ولم يغسلهم.
[ر: 1278].
1289 - حدثنا عبدان:
أخبرنا عبد الله، عن يونس، عن الزهري قال: أخبرني سالم بن عبد الله: أن ابن عمر رضي
الله عنهما أخبره:
أن عمر انطلق مع النبي
صلى الله عليه وسلم في رهط قبل ابن صياد، حتى وجدوه يلعب مع الصبيان، عند أطم بني
مغالة، وقد قارب ابن الصياد الحلم، فلم يشعر حتى ضرب النبي صلى الله عليه وسلم
بيده، ثم قال لابن الصياد: (تشهد أني رسول الله). فنظر إليه ابن صياد فقال: أشهد
أنك رسول الأميين. فقال ابن صياد للنبي صلى الله عليه وسلم: أتشهد أني رسول الله؟
فرفضه وقال: (آمنت بالله وبرسله). فقال له: (ماذا ترى). قال ابن صياد: يأتيني صادق
وكاذب. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (خلط عليك الأمر). ثم قال له النبي صلى الله
عليه وسلم: (إني قد خبأت لك خبيئا). فقال ابن صياد: هو الدخ. فقال: (اخسأ، فلن تعدو
قدرك). فقال عمر رضي الله عنه: دعني يا رسول الله أضرب عنقه. فقال النبي صلى الله
عليه وسلم: (إن يكنه فلن تسلط عليه، وإن لم يكنه فلا خير لك في قتله).
وقال سالم: سمعت ابن عمر
رضي الله عنهما يقول: انطلق بعد ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بن كعب، إلى
النخل التي فيها ابن صياد، وهو يختل أن يسمع من ابن صياد شيئا، قبل أن يراه ابن
صياد، فرآه النبي صلى الله عليه وسلم وهو مضطجع، يعني في قطيفة، له فيها رمزة أو
زمرة، فرأت أم ابن صياد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو يتقي بجذوع النخل، فقالت
لابن صياد: يا صاف، وهو اسم ابن صياد، هذا محمد، صلى الله عليه وسلم، فثار ابن
صياد، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (لو تركته بين).
وقال شعيب في حديثه:
فرضه، رمرمة أو زمزمة. وقال عقيل: رمرمة. وقال معمر: رمزة.
[2495، 2869، 2890، 2891،
5821، 6244].
1290 - حدثنا سليمان بن
حرب: حدثنا حماد، وهو ابن زيد، عن ثابت، عن أنس رضي الله عنه قال:
كان غلام يهودي يخدم
النبي صلى الله عليه وسلم فمرض، فأتاه النبي صلى الله عليه وسلم يعوده، فقعد عند
رأسه، فقال له: (أسلم). فنظر إلى أبيه وهو عنده، فقال له: أطع أبا القاسم صلى الله
عليه وسلم، فأسلم، فخرج النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقول: (الحمد لله الذي أنقذه
من النار).
[5333].
1291 - حدثنا علي بن عبد
الله: حدثنا سفيان قال: قال عبيد الله:
سمعت ابن عباس رضي الله
عنهما يقول: كنت أنا وأمي من المستضعفين، أنا من الولدان وأمي من النساء.
[4311، 4312، 4321].
1292/1293 - حدثنا أبو
اليمان: أخبرنا شعيب: قال ابن شهاب:
يصلى على كل مولود متوفى
وإن كان لغية، من أجل أنه ولد على فطرة الإسلام، يدعي أبواه الإسلام، أو أبوه خاصة،
وإن كانت أمه على غير الإسلام، إذا استهل صارخا صلي عليه، ولا يصلى على من لا
يستهل، من أجل أنه سقط، فإن أبا هريرة رضي الله عنه كان يحدث: قال النبي صلى الله
عليه وسلم: (ما من مولود إلا يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو
يمجسانه، كما تنتج البهيمة بهيمة جمعاء، هل تحسون فيها من جدعاء). ثم يقول أبو
هريرة رضي الله عنه: {فطرة الله التي فطر الناس عليها} الآية.
(1293) - حدثنا عبدان:
أخبرنا عبد الله: أخبرنا يونس، عن الزهري: أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن:
أن أبا هريرة رضي الله
عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما من مولود إلا يولد على الفطرة،
فأبواه يهودانه، أو ينصرانه، أو يمجسانه، كما تنتج البهيمة بهيمة جمعاء، هل تحسون
فيها من جدعاء). ثم يقول أبو هريرة رضي الله عنه: {فطرة الله التي فطر الناس عليها
لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم}.
[1319، 4497، 6226].
1294 - حدثنا إسحق:
أخبرنا يعقوب بن إبراهيم قال: حدثني أبي، عن صالح، عن ابن شهاب قال: أخبرني سعيد بن
المسيب، عن أبيه أنه أخبره:
أنه لما حضرت أبا طالب
الوفاة، جاءه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فوجد عنده أبا جهل بن هشام، وعبد الله
بن أبي أمية بن المغيرة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي طالب: (يا عم، قل
لا إله إلا الله، كلمة أشهد لك بها عند الله). فقال أبو جهل وعبد الله بن أمية: يا
أبا طالب، أترغب عن ملة عبد المطلب، فلم يزل رسول الله صلى الله عليه وسلم يعرضها
عليه، ويعودان بتلك المقالة، حتى قال أبو طالب آخر ما كلمهم: هو على ملة عبد
المطلب، وأبى أن يقول: لا إله إلا الله. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أما
والله لأستغفرن لك ما لم أنه عنك). فأنزل الله تعالى فيه: {ما كان للنبي} الآية.
[3671، 4398، 4494،
6303].
وأوصى بريدة الأسلمي أن
يجعل في قبره جريدان. ورأى ابن عمر رضي الله عنهما فسطاطا على قبر عبد الرحمن فقال:
انزعه يا غلام، فإنما يظله عمله. وقال خارجة بن يزيد: رأيتني، ونحن شبان في زمن
عثمان رضي الله عنه، وإن أشدنا وثبة الذي يثب قبر عثمان بن مظعون، حتى يجاوره. وقال
عثمان بن حكيم: أخذ بيدي خارجة، فأجلسني على قبر، وأخبرني عن عمه يزيد بن ثابت قال:
إنما كره ذلك لمن أحدث عليه. وقال نافع: كان ابن عمر رضي الله عنهما يجلس على
القبور.
1295 - حدثنا يحيى: حدثنا
أبو معاوية، عن الأعمش، عن مجاهد، عن طاوس، عن ابن عباس رضي الله عنهما، عن النبي
صلى الله عليه وسلم:
أنه مر بقبرين يعذبان،
فقال: (إنهما ليعذبان، وما يعذبان في كبير، أما أحدهما فكان لا يستتر من البول،
وأما الآخر فكان يمشي بالنميمة). ثم أخذ جريدة رطبة فشقها بنصفين، ثم غرز في كل قبر
واحدة، فقالوا: يا رسول الله، لم صنعت هذا؟ فقال: (لعله أن يخفف عنهما ما لم
ييبسا).
[ر: 213].
{يخرجون من الأجداث} /المعارج:
43/: الأجداث القبور. "بعثرت" /الانفطار: 4/: أثيرت، بعثرت حوضي أي جعلت أسفله
أعلاه. الإيفاض الإسراع. وقرأ الأعمش: "إلى نصب" /المعارج: 43/: إلى شيء منصوب
يستبقون إليه، والنصب واحد، والنصب مصدر. "يوم الخروج" /ق: 43/: من القبور.
"ينسلون" /يس: 51/: يخرجون.
1296 - حدثنا عثمان قال:
حدثني جرير، عن منصور، عن سعد بن عبيدة، عن أبي عبد الرحمن، عن علي رضي الله عنه
قال:
كنا في جنازة في بقيع
الغرقد، فأتانا النبي صلى الله عليه وسلم، فقعد وقعدنا حوله، ومعه مخصرة، فنكس،
فجعل ينكت بمخصرته، ثم قال: (ما منكم من أحد، ما من نفس منفوسة، إلا كتب مكانها من
الجنة والنار، وإلا قد كتب شقية أو سعيدة). فقال رجل: يا رسول الله، أفلا نتكل على
كتابنا وندع العمل، فمن كان منا من أهل السعادة فسيصير إلى عمل أهل السعادة، وأما
من كان منا من أهل الشقاوة فسيصير إلى عمل أهل الشقاوة؟ قال: (أما أهل السعادة
فييسرون لعمل السعادة، وأما أهل الشقاوة فييسرون لعمل الشقاوة). ثم قرأ: {فأما من
أعطى واتقى}. الآية.
[4661 - 4666، 5863،
6231، 7113].
1297 - حدثنا مسدد: حدثنا
يزيد بن زريع: حدثنا خالد، عن أبي قلابة، عن ثابت بن الضحاك رضي الله عنه، عن النبي
صلى الله عليه وسلم قال:
(من حلف بملة غير
الإسلام، كاذبا متعمدا، فهو كما قال. ومن قتل نفسه بحديدة، عذب بها في نار جهنم).
[5700، 5754، 6276].
1298 - وقال حجاج بن
منهال: حدثنا جرير بن حازم، عن الحسن: حدثنا جندب رضي الله عنه في هذا المسجد، فما
نسينا، وما نخاف أن يكذب جندب، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
(كان برجل جراح فقتل
نفسه، فقال الله: بدرني عبدي بنفسه، حرمت عليه الجنة).
[3276].
1299 - حدثنا أبو اليمان:
أخبرنا شعيب: حدثنا أبو الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال
النبي صلى الله عليه وسلم:
(الذي يخنق نفسه يخنقها
في النار، والذي يطعنها يطعنها في النار).
[ر: 5442].
رواه ابن عمر رضي الله
عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم.
[ر: 1210].
1300 - حدثنا يحيى بن
بكير: حدثني الليث، عن عقيل، عن ابن شهاب، عن عبيد الله بن عبد الله، عن ابن عباس،
عن عمر بن الخطاب رضي الله عنهم أنه قال:
لما مات عبد الله بن أبي
ابن سلول، دعي له رسول الله صلى الله عليه وسلم ليصلي عليه، فلما قام رسول الله صلى
الله عليه وسلم وثبت إليه، فقلت: يا رسول الله، أتصلي على ابن أبي، وقال قال يوم
كذا وكذا: كذا وكذا؟ أعدد عليه قوله، فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال:
(أخر عني يا عمر). فلما أكثرت عليه، قال: (إني خيرت فاخترت، لو أعلم أني إن زدت على
السبعين يغفر له لزدت عليها). قال: فصلى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم
انصرف، فلم يمكث إلا يسيرا حتى نزلت الآيتان من براءة: {ولا تصل على أحد منهم مات
أبدا - إلى وهم فاسقون}. قال: فعجبت بعد من جرأتي على رسول الله صلى الله عليه وسلم
يومئذ، والله ورسوله أعلم.
[4394].
1301 - حدثنا آدم: حدثنا
شعبة: حدثنا عبد العزيز بن صهيب قال: سمعت أنس بن مالك رضي الله عنه يقول:
مروا بجنازة فأثنوا
عليها خيرا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (وجبت). ثم مروا بأخرى فأثنوا عليها
شرا، فقال: (وجبت) فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: ما وجبت؟ قال: (هذا أثنيتم
عليه خيرا، فوجبت له الجنة، وهذا أثنيتم عليه شرا، فوجبت له النار، أنتم شهداء الله
في الأرض).
[2499].
1302 - حدثنا عفان بن
مسلم: حدثنا داود بن أبي الفرات، عن عبد الله بن بريدة، عن أبي الأسود قال:
قدمت المدينة، وقد وقع
بها مرض، فجلست إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فمرت بهم جنازة، فأثني على صاحبها
خيرا، فقال عمر رضي الله عنه: وجبت، ثم مر بأخرى فأثني على صاحبها خيرا، فقال عمر
رضي الله عنه: وجبت. ثم مر بالثالثة فأثني على صاحبها شرا، فقال: وجبت. فقال أبو
الأسود: فقلت: وما وجبت يا أمير المؤمنين؟ قال: قلت كما قال النبي صلى الله عليه
وسلم: (أيما مسلم، شهد له أربعة بخير، أدخله الله الجنة). فقلنا: وثلاثة، قال:
(وثلاثة). فقلنا: واثنان، قال: (واثنان). ثم لم نسأله عن الواحد.
[2500].
وقوله تعالى: {إذ
الظالمون في غمرات الموت والملائكة باسطوا أيديهم أخرجوا أنفسكم اليوم تجزون عذاب
الهون} /الأنعام: 93/: هو الهوان، والهون الرفق.
وقوله جل ذكره: {سنعذبهم
مرتين ثم يردون إلى عذاب عظيم} /التوبة: 101/.
وقوله تعالى: {وحاق بآل
فرعون سوء العذاب. النار يعرضون عليها غدوا وعشيا ويوم تقوم الساعة أدخلوا آل فرعون
أشد العذاب} /غافر (المؤمن): 45، 46/.
1303 - حدثنا حفص بن عمر:
حدثنا شعبة، عن علقمة بن مرثد، عن سعد بن عبيدة، عن البراء بن عازب رضي الله عنهما،
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
(إذا أقعد المؤمن في
قبره أتي، ثم شهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، فذلك قوله: {يثبت الله
الذين آمنوا بالقول الثابت}).
حدثنا محمد بن بشار:
حدثنا غندر: حدثنا شعبة بهذا، وزاد: {يثبت الله الذين آمنوا} نزلت في عذاب القبر.
[4422].
1304 - حدثنا علي بن عبد
الله: حدثنا يعقوب بن إبراهيم: حدثني أبي، عن صالح: حدثني نافع:
أن ابن عمر رضي الله
عنهما أخبره قال: اطلع النبي صلى الله عليه وسلم على أهل القليب، فقال: (وجدتم ما
وعد ربكم حقا). فقيل له: تدعو أمواتا؟ فقال: (وما أنتم بأسمع منهم، ولكن لا
يجيبون).
[3760، 3802، وانظر:
1305].
1305 - حدثنا عبد الله بن
محمد: حدثنا سفيان، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة رضي الله عنها قالت:
إنما قال النبي صلى الله
عليه وسلم: (إنهم ليعلمون الآن أن ما كنت أقول حق). وقد قال الله تعالى: {إنك لا
تسمع الموتى}.
[3759، وانظر: 1304].
1306 - حدثنا عبدان:
أخبرني أبي، عن شعبة: سمعت الأشعث، عن أبيه، عن مسروق، عن عائشة رضي الله عنها:
أن يهودية دخلت عليها،
فذكرت عذاب القبر، فقالت لها: أعاذك الله من عذاب القبر. فسألت عائشة رضي الله عنها
رسول الله صلى الله عليه وسلم عن عذاب القبر، فقال: (نعم، عذاب القبر حق). قالت
عائشة رضي الله عنها: فما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد صلى صلاة إلا تعوذ
من عذاب القبر.
[ر: 997].
1307 - حدثنا يحيى بن
سليمان: حدثنا ابن وهب قال: أخبرني يونس، عن ابن شهاب: أخبرني عروة بن الزبير:
أنه سمع أسماء بنت أبي
بكر رضي الله عنهما تقول: قام رسول الله صلى الله عليه وسلم خطيبا، فذكر فتنة القبر
التي يفتتن فيها المرء، فلما ذكر ذلك ضج المسلمون ضجة. زاد غندر: عذاب القبر حق.
1308 - حدثنا عياش بن
الوليد: حدثنا عبد الأعلى: حدثنا سعيد، عن قتادة، عن أنس بن مالك رضي الله عنه أنه
حدثهم:
أن رسول صلى الله عليه
وسلم قال: (إن العبد إذا وضع في قبره، وتولى عنه أصحابه، وإنه ليسمع قرع نعالهم،
أتاه ملكان، فيقعدانه فيقولان: ما كنت تقول في هذا الرجل، لمحمد صلى الله عليه
وسلم، فأما المؤمن فيقول: أشهد أنه عبد الله ورسوله، فيقال له: انظر إلى مقعدك من
النار، قد أبدلك الله به مقعدا من الجنة، فيراهما جميعا).
قال قتادة وذكر لنا: أنه
يفسح في قبره، ثم رجع إلى حديث أنس، قال: (وأما المنافق والكافر فيقال له: ما كنت
تقول في هذا الرجل؟ فيقول: لا أدري، كنت أقول ما يقول الناس، فيقال: لا دريت ولا
تليت، ويضرب بمطارق من حديث ضربة، فيصيح صيحة، يسمعها من يليه غير الثقلين).
[ر: 1273].
1309 - حدثنا محمد بن
المثنى: حدثنا يحيى، حدثنا شعبة قال: حدثني عون بن أبي جحيفة، عن أبيه، عن البراء
بن عازب، عن أبي أيوب رضي الله عنهم قال:
خرج النبي صلى الله عليه
وسلم وقد وجبت الشمس، فسمع صوتا، فقال: (يهود تعذب في قبورها).
وقال النضر: أخبرنا شعبة:
حدثنا عون: سمعت أبي: سمعت البراء، عن أبي أيوب رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله
عليه وسلم.
1310 - حدثنا معلى: حدثنا
وهيب، عن موسى بن عقبة قال: حدثتني ابنة خالد بن سعيد بن العاص:
أنها سمعت النبي صلى
الله عليه وسلم، وهو يتعوذ من عذاب القبر.
[6003].
1311 - حدثنا مسلم بن
إبراهيم: حدثنا هشام: حدثنا يحيى، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:
كان رسول الله صلى الله
عليه وسلم يدعو: (اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر، ومن عذاب النار، ومن فتنة
المحيا والممات، ومن فتنة المسيح الدجال).
1312 - حدثنا قتيبة:
حدثنا جرير، عن الأعمش، عن مجاهد، عن طاوس: قال ابن عباس رضي الله عنهما:
مر النبي صلى الله عليه
وسلم على قبرين، فقال: (إنهما ليعذبان، وما يعذبان من كبير). ثم قال: (بلى، أما
أحدهما فكان يسعى بالنميمة، وأما أحدهما فكان لا يستتر من بوله). قال: ثم أخذ عودا
رطبا، فكسره باثنتين، ثم غرز كل واحد منهما على قبره، ثم قال: (لعله يخفف عنهما ما
لم يبسا).
[ر: 213].
1313 - حدثنا إسماعيل
قال: حدثني مالك، عن نافع، عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما:
أن رسول الله صلى الله
عليه وسلم قال: (إن أحدكم إذا مات، عرض عليه مقعده بالغداة والعشي، إن كان من أهل
الجنة فمن أهل الجنة، وإن كان من أهل النار فمن أهل النار، فيقال: هذا مقعدك حتى
يبعثك الله يوم القيامة).
[3068، 6150].
1314 - حدثنا قتيبة:
حدثنا الليث، عن سعيد بن أبي سعيد، عن أبيه: أنه سمع أبا سعيد الخدري رضي الله عنه
يقول:
قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم: (إذا وضعت الجنازة، فاحتملها الرجال على أعناقهم، فإن كانت صالحة قالت:
قدموني قدموني، وإن كانت غير صالحة، قالت: يا ويلها، أين يذهبون بها، يسمع صوتها كل
شيء إلا الإنسان، ولو سمعها الإنسان لصعق).
[ر: 1251].
قال أبو هريرة رضي الله
عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم: (من مات له ثلاثة من الولد، لم يبلغوا الحنث،
كان له حجابا من النار، أو دخل الجنة).
[ر: 101، 1193]
1315 - حدثنا يعقوب بن
إبراهيم: حدثنا ابن علية: حدثنا عبد العزيز بن صهيب، عن أنس بن مالك رضي الله عنه
قال:
قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم: (ما من الناس مسلم، يموت له ثلاثة من الولد لم يبلغوا الحنث، إلا أدخله
الله الجنة، بفضل رحمته إياهم).
[ر: 1191].
1316 - حدثنا أبو الوليد:
حدثنا شعبة، عن عدي بن ثابت:
أنه سمع البراء رضي الله
عنه قال: لما توفي إبراهيم عليه السلام، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن له
مرضعا في الجنة).
[3082، 5842].
1317 - حدثنا حبان:
أخبرنا عبد الله: أخبرنا شعبة، عن أبي بشر، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس رضي الله
عنهم قال:
سئل رسول الله صلى الله
عليه وسلم عن أولاد المشركين، فقال: (الله، إذ خلقهم، أعلم بما كانوا عاملين).
[6224].
1318 - حدثنا أبو اليمان:
أخبرنا شعيب، عن الزهري قال: أخبرني عطاء بن يزيد الليثي:
أنه سمع أبا هريرة رضي
الله عنه يقول: سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن ذراري المشركين فقال: (الله أعلم
بما كانوا عاملين).
[6225].
1319 - حدثنا آدم: حدثنا
ابن أبي ذئب، عن الزهري، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة رضي الله عنه
قال:
قال النبي صلى الله عليه
وسلم (كل مولود يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه، أو ينصراه، أو يمجسانه، كمثل
البهيمة تنتج البهيمة، هل ترى فيها جدعاء).
[ر: 1292].
1320 - حدثنا موسى بن
إسماعيل: حدثنا جرير بن حازم: حدثنا أبو رجاء، عن سمرة بن جندب قال:
كان النبي صلى الله عليه
وسلم إذا صلى صلاة، اقبل علينا بوجهه، فقال: (من رأى منكم الليلة رؤيا). قال: فإن
رأى أحد قصها، فيقول: (ما شاء الله). فسألنا يوما فقال: (هل رأى أحد منكم رؤيا).
قلنا: لا، قال: (لكني رأيت الليلة رجلين أتياني فأخذا بيدي، فأخرجاني إلى الأرض
المقدسة، فإذا رجل جالس، ورجل قائم، بيده كلوب من حديد) قال بعض أصحابنا عن موسى:
(إنه يدخل ذلك الكوب في شدقه حتى يبلغ قفاه، ثم يفعل بشدقه الآخر مثل ذلك، ويلتئم
شدقه هذا، فيعود فيصنع مثله. قلت: ما هذا؟ قالا: انطلق، فانطلقنا، حتى أتينا على
رجل مضطجع على قفاه، ورجل قائم على رأسه بفهر، أو صخرة، فيشدخ بها رأسه، فإذا ضربه
تدهده الحجر، فانطلق إليه ليأخذه، فلا يرجع إلى هذا، حتى يلتئم رأسه، وعاد رأسه كما
هو، فعاد إليه فضربه، قلت: من هذا؟ قالا: انطلق، فانطلقنا إلى ثقب مثل التنور،
أعلاه ضيق وأسفله واسع، يتوقد تحته نارا، فإذا اقترب ارتفعوا، حتى كادوا أن يخرجوا،
فإذا خمدت رجعوا فيها، وفيها رجال ونساء عراة، فقلت: من هذا؟ قالا: انطلق،
فانطلقنا، حتى أتينا على نهر من دم فيه رجل قائم، وعلى وسط النهر - قال يزيد ووهب
ابن جرير، عن جرير بن حازم - وعلى شط النهر رجل بين يديه حجارة، فأقبل الرجل الذي
في النهر، فإذا أراد أن يخرج رمى الرجل بحجر في فيه، فرده حيث كان، فجعل كلما جاء
ليخرج رمى في فيه بحجر، فيرجع كما كان، فقلت: من هذا؟ قالا: انطلق، فانطلقنا، حتى
انتهيا إلى روضة خضراء، فيها شجرة عظيمة، وفي أصلها شيخ وصبيان، وإذا رجل قريب من
الشجرة، بين يديه نار يوقدها، فصعدا بي في الشجرة، وأدخلاني دارا، لم أر قط أحسن
منها، فيها رجال شيوخ، وشباب ونساء وصبيان، ثم أخرجاني منها فصعدا بي الشجرة،
فأدخلاني دارا، هي أحسن وأفضل، فيها شيوخ وشباب، قلت: طوفتماني الليلة، فأخبراني
عما رأيت. قالا: نعم، أما الذي رايته يشق شدقه فكذاب، يحدث بالكذبة، فتحمل عنه حتى
تبلغ الآفاق، فيصنع به إلى يوم القيامة، والذي رأيته يشدخ رأسه، فرجل علمه الله
القرآن، فنام عنه بالليل، ولم يعمل فيه بالنهار، يفعل به إلى يوم القيامة، والذي
رأيته في الثقب فهم الزناة، والذي رأيته في النهر آكلوا الربا، والشيخ في أصل
الشجرة إبراهيم عليه السلام، والصبيان حوله فأولاد الناس، والذي يوقد النار مالك
خازن النار، والدار الأولى التي دخلت دار عامة المؤمنين، وأما هذه الدار فدار
الشهداء، وأنا جبريل، وهذا مكيائيل، فارفع رأسك، فرفعت رأسي، فإذا فوقي مثل السحاب،
قالا: ذاك منزلك، قلت: دعاني أدخل منزلي، قالا: إنه بقي لك عمر لم تستكمله، فلو
استكملت أتيت منزلك).
[ر: 809].
1321 - حدثنا معلى بن
أسد: حدثنا وهيب، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة رضي الله عنها قالت:
دخلت على أبي بكر رضي
الله عنه، فقال: في كم كفنتم النبي صلى الله عليه وسلم؟ قالت: في ثلاثة أثواب بيض
سحولية، ليس فيها قميص ولا عمامة. وقال لها: في أي يوم توفي رسول الله صلى الله
عليه وسلم؟ قالت: يوم الإثنين. قال: فأي يوم هذا؟ قالت: يوم الإثنين. قال: أرجو
فيما بيني وبين الليل. فنظر إلى ثوب عليه كان يمرض فيه، به ردع من زعفران، فقال:
اغسلوا ثوبي هذا، وزيدوا عليه ثوبين، فكفنوني فيها. قلت: إن هذا خلق؟ قال: إن الحي
أحق بالجديد من الميت، إنما هو للمهلة.
فلم يتوف حتى أمسى من
ليلة الثلاثاء. ودفن قبل أن يصبح.
[ر: 1205].
1322 - حدثنا سعيد بن أبي
مريم: حدثنا محمد بن جعفر قال: أخبرني هشام، عن أبيه، عن عائشة رضي الله عنها:
أن رجلا قال للنبي صلى
الله عليه وسلم: إن أمي افتلتت نفسها، وأظنها لو تكلمت تصدقت، فهل لها أجر إن تصدقت
عنها؟ قال: (نعم).
[2609].
{فأقبره} /عبس: 21/:
أقبرت الرجل إذا جعلت له قبرا، وقبرته دفنته. {كفاتا} /المرسلات: 25/: يكونون فيها
أحياء، ويدفنون فيها أمواتا.
1323 - حدثنا إسماعيل:
حدثني سليمان، عن هشام. وحدثني محمد بن حرب: حدثنا أبو مروان، يحيى بن أبي زكرياء،
عن هشام، عن عروة، عن عائشة قالت:
إن كان رسول الله صلى
الله عليه وسلم ليتعذر في مرضه: (أين أنا اليوم، أين أنا غدا). استبطاء ليوم عائشة،
فلما كان يومي، قبضه الله بين سحري ونحري، ودفن في بيتي.
[ر: 850].
1324 - حدثنا موسى بن
إسماعيل: حدثنا أبو عوانة، عن هلال، عن عروة، عن عائشة رضي الله عنها قالت:
قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم في مرضه الذي لم يقم منه: (لعن الله اليهود والنصارى، اتخذوا قبور
أنبيائهم مساجد). لولا ذلك أبرز قبره، غير أنه خشي، أو خشي، أن يتخذ مسجدا.
وعن هلال قال: كناني عروة
بن الزبير، ولم يولد لي.
[ر: 425].
1325 - حدثنا محمد بن
مقاتل: أخبرنا عبد الله: أخبرنا أبو بكر بن عياش، عن سفيان التمار أنه حدثه:
أنه رأى قبر النبي صلى
الله عليه وسلم مسنما.
1326 - حدثنا فروة: حدثنا
علي، عن هشام بن عروة، عن أبيه:
لما سقط عليهم الحائط في
زمان الوليد بن عبد الملك، أخذوا في بنائه، فبدت لهم قدم، ففزعوا، وظنوا أنها قدم
النبي صلى الله عليه وسلم، فما وجدوا أحدا يعلم ذلك، حتى قال لهم عروة: لا والله،
ما هي قدم النبي صلى الله عليه وسلم، ما هي إلا قدم عمر رضي الله عنه.
1327 - وعن هشام، عن
أبيه، عن عائشة رضي الله عنها:
أنها أوصت عبد الله بن
الزبير رضي الله عنهما: لا تدفني معهم، وادفني مع صواحبي بالبقيع، لا أزكى به أبدا.
[6896].
1328 - حدثنا قتيبة:
حدثنا جرير بن عبد الحميد: حدثنا حصين بن عبد الرحمن، عن عمرو بن ميمون الأودي قال:
رأيت عمر بن الخطاب رضي
الله عنه قال: يا عبد الله بن عمر، اذهب إلى أم المؤمنين، عائشة رضي الله عنها،
فقل: يقرأ عمر بن الخطاب عليك السلام، ثم سلها أن أدفن مع صاحبي، قالت: كنت أريده
لنفسي، فلأوثرنه اليوم على نفسي، فلما أقبل، قال له: ما لديك؟ قال: أذنت لك يا أمير
المؤمنين، قال: ما كان شيء أهم إلي من ذلك المضجع، فإذا قبضت فاحملوني ثم سلموا، ثم
قل: يستأذن عمر بن الخطاب، فإن أذنت لي فادفنوني، وإلا فردوني إلى مقابر المسلمين.
إني لا أعلم أحدا أحق
بهذا الأمر من هؤلاء النفر، الذين توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عنهم راض،
فمن استخلفوا بعدي فهو الخليفة، فاسمعوا له وأطيعوا، فسمى: عثمان، وعليا، وطلحة،
والزبير، وعبد الرحمن بن عوف، وسعد بن أبي وقاص.
وولج عليه شاب من
الأنصار، فقال: أبشر يا أمير المؤمنين ببشرى الله، كان لك من القدم في الإسلام ما
قد علمت، ثم استخلفت فعدلت، ثم الشهادة بعد هذا كله. فقال: ليتني يا ابن أخي وذلك
كفافا، لا علي ولا لي، أوصي الخليفة من بعدي بالمهاجرين الأولين خيرا، أن يعرف لهم
حقهم، وأن يحفظ عليهم حرمتهم، وأوصيه بالأنصار خير، الذين تبوؤوا الدار والإيمان،
أن يقبل من محسنهم، ويعفى عن مسيئهم، وأوصيه بذمة الله وذمة رسوله صلى الله عليه
وسلم، أن يوفي لهم بعهدهم، وأن يقاتل من وراءهم، وأن لا يكلفوا فوق طاقتهم.
[2887، 2991، 3497، 4606،
6897].
1329 - حدثنا آدم: حدثنا
شعبة، عن الأعمش، عن مجاهد، عن عائشة رضي الله عنها قالت:
قال النبي صلى الله عليه
وسلم: (لا تسبوا الأموات، فإنهم قد أفضوا إلى ما قدموا).
ورواه عبد الله بن عبد
القدوس، عن الأعمش. ومحمد بن أنس، عن الأعمش. تابعه علي بن الجعد، وابن عرعرة، وابن
أبي عدي، عن شعبة.
[6151].
1330 - حدثنا عمر بن حفص:
حدثنا أبي: حدثنا الأعمش: حدثني عمرو بن مرة، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس رضي
الله عنهما قال:
قال أبو لهب، عليه لعنة
الله، للنبي صلى الله عليه وسلم: تبا لك سائر اليوم، فنزلت: {تبت يد أبي لهب وتب}.
[3335، 4492، 4523، 4687
- 4689].
|